عراقنا بلس - في أحد مستشفيات الرياض، وعلى سرير لم يُفارقه منذ أن كان مراهقًا في عمر الزهور، أسدل الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود ستار حياته، مودّعًا الدنيا بعد أن أمضى عشرين عامًا في غيبوبة جعلته يُلقّب بـ”الأمير النائم”، في واحدة من أطول حالات الغيبوبة التي عرفها العصر الحديث.
البداية: حلم عسكري ينتهي بحادث مروع
في عام 2005، كان الأمير الوليد – ابن العائلة المالكة السعودية – طالبًا في الكلية العسكرية بلندن. شاب في مقتبل العمر، طموح، يحمل على كتفيه حلم الخدمة العسكرية، كما هي تقاليد بعض أبناء العائلة. لكن الحلم انكسر فجأة بحادث سير مروّع قلب حياته، أو بالأصح، جمّدها في لحظة واحدة.
دخل الوليد في غيبوبة تامة، وجرى نقله لاحقًا إلى السعودية، حيث بدأت معركته الطويلة مع الزمن.
20 سنة… في صمت
لعشرين عامًا، ظل الأمير على سريره، لا يتكلم، لا يتحرك، لا يفتح عينيه… سوى بعض الحركات العصبية البسيطة التي كانت تظهر على فترات متقطعة، مثل تحريك يده أو رأسه، فكانت تمنح العائلة ومتابعي قصته أملًا هشًا.
رفضت عائلته – وعلى رأسها والده الأمير خالد بن طلال – جميع توصيات الأطباء بوقف الأجهزة، متمسكين بالأمل، وبإيمان عميق بأن الله قادر على أن يُحيي العصب والوعي من جديد.
الله إذا أراد أن يُحيي العصب… يُحييه”.
– الأمير خالد بن طلال في إحدى تغريداته عام 2018.
ملايين العيون.. تراقب المشهد بصمت
تحوّل “الأمير النائم” إلى ظاهرة إنسانية وإعلامية نادرة. قصته ألهمت البعض، وأثارت تساؤلات لدى آخرين: هل هو حي؟ هل يشعر؟ لماذا تُصرّ العائلة على إبقائه على الأجهزة؟
لكن مع مرور الوقت، لم يهدأ اهتمام الناس، بل ازداد. صوره من غرفة العناية المركزة كانت تنتشر بين الحين والآخر على مواقع التواصل، مرفقة بدعوات صادقة أو فضول لا يخلو من الحسرة.
اللحظة الحاسمة
اليوم، السبت 19 تموز 2025، أعلن والده الأمير خالد وفاة ابنه الوليد.
منشور بسيط على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) هزّ مشاعر آلاف المتابعين:
“بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعى ابننا الأمير الوليد بن خالد بن طلال… الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد 20 عامًا من الغيبوبة.”
ستُقام صلاة الجنازة غدًا، في مسجد الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، بعد صلاة العصر، بحضور عدد من أفراد العائلة المالكة والشخصيات العامة، وسط تأثر واسع من الداخل السعودي والعالم العربي.
النهاية التي كانت بدايات
رغم أن الأمير لم ينطق بكلمة واحدة طوال العقدين الماضيين، إلا أن قصته نطقت بكل شيء: الصبر، والإيمان، والتمسك بالأمل في وجه العلم والواقع.
“الأمير النائم” رحل اليوم، لكن ما تركه من أثر لن يرحل بسهولة… فقد غاب عن الوعي، لكنه ظل حاضرًا في وجدان الناس، ومصدر إلهام للصابرين في كل مكان.
شارك القصة… وادعُ له بالرحمة والمغفرة
#الأمير_النائم #الوليد_بن_خالد #وداعًا_وليد #عراقنا_بلس