📁 آخر الأخبار

رواتب كردستان تُفجّر حرب التغريدات: زيباري يتوعد ونواب بغداد يردّون بالنار!

فريق «عراقنا بلس» - شهدت الساحة السياسية العراقية مؤخرًا تصاعدًا حادًا في الخطاب السياسي بين عدد من الشخصيات البارزة، على خلفية قرار الحكومة الاتحادية وقف تمويل رواتب موظفي إقليم كردستان. وتحوّلت القضية من خلاف سياسي مالي إلى “حرب تغريدات” نارية على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، عكست حجم الانقسام والتوتر بين بغداد وأربيل، وبين قوى الإطار التنسيقي وقادة الإقليم.

خلفية الأزمة
تعود جذور الخلاف إلى تعثر طويل الأمد في الاتفاقات المالية بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل. تنصّ الموازنة العامة العراقية على أن يقوم الإقليم بتسليم جزء من إيرادات النفط والعائدات غير النفطية (كالضرائب والجمارك) إلى بغداد، مقابل تحويل رواتب موظفي الإقليم. غير أن الاتهامات المتبادلة بعدم الالتزام بتلك الاتفاقات تتكرر منذ سنوات.
في الأشهر الأخيرة، أعلنت حكومة محمد شياع السوداني – بدعم من الإطار التنسيقي – وقف تمويل رواتب الإقليم، مبررة القرار بعدم التزام أربيل بتسليم العائدات المالية المستحقة.

الشرارة: تغريدة هوشيار زيباري
وزير الخارجية والمالية الأسبق والقيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، عبّر عن استيائه في تغريدة قال فيها:
“قرار حكومة السيد السوداني الاطار التنسيقي بايقاف تمويل رواتب موظفي اقليم كردستان… سوف لن يمر مرور الكرام و بدون عواقب… نحن لا نعيش في مدينة فاضلة و تاريخنا السياسي يؤشر بان المعتدي سيعاقب.”
وصف زيباري القرار بأنه “عقوبة جماعية وتجويع لمواطني الإقليم”، معتبرًا أن الحكومة تتذرع بحجج مالية وإدارية غير مقنعة.

الردود النارية من بغداد
لم تمضِ ساعات حتى ردّت النائبة عالية نصيف (من تحالف دولة القانون) بتغريدة شديدة اللهجة:
“الحكومة الاتحادية لاتعاقب الشعب في الإقليم، لأن الشعب أصلاً مُعاقب مِن حكومة الإقليم… أين تذهب عائدات نفط الإقليم؟!”
أشارت نصيف إلى أن حكومة الإقليم لم تفِ بالتزاماتها، وأن على القادة الكرد “تفسير أين تذهب الإيرادات”، كما حمّلت حكومة الإقليم مسؤولية الأزمة أمام الشعب الكردي.
ولم تكتفِ نصيف بالرد المباشر، بل ختمت تغريدتها بعبارة لاذعة:
“نسخة منه إلى الـ هوش زيباري”
وهو تعبير ساخر يستخدم عادة في المخاطبات الرسمية لتوجيه الكلام بشكل شخصي.

تدخل الشبلاوي: تصعيد شخصي
التصعيد بلغ ذروته عندما دخل النائب عن “الإطار التنسيقي”، حميد الشبلاوي، على الخط، مغردًا:
“هوش يار في ساعة سكر يهدد؟… ثم يظهر هذا الوزير المقال بتهمة الفساد يتباكى على رواتب موظفي الإقليم… أي وقاحة وسفالة وصلوا؟!”
استخدم الشبلاوي خطابًا هجوميًا حادًا ضد زيباري، واصفًا إياه بـ”الوزير المقال بتهمة الفساد”، ومتهمًا قادة الإقليم بـ”سرقة الإيرادات وتهريب النفط”.

تحليلات ومواقف
هذه السجالات تكشف أن الخلاف بين أربيل وبغداد لم يعد مجرد نزاع مالي، بل تحوّل إلى صراع سياسي عميق تتداخل فيه ملفات الفساد، والهوية، والانتماء الوطني.
يرى محللون بأن:
بغداد تضغط لإجبار الإقليم على التنازل في ملف النفط والسيطرة على المنافذ الحدودية.
أربيل تعتبر هذه الإجراءات “تعسفية” وموجهة ضد المواطنين وليس المسؤولين.
في المقابل، يعاني المواطن الكردي من تأخر رواتبه وتضخم الأسعار، وهو ما يجعل الأزمة قابلة للانفجار شعبياً في حال استمرارها.
موقف الحكومة الاتحادية
حتى الآن، لم يصدر رد رسمي مباشر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لكن تصريحات سابقة له أكدت على ضرورة “فرض سلطة الدولة” و”العدالة في توزيع الثروات”، وهو ما فُسر على أنه موقف داعم لإجراءات وقف التمويل.
تكشف هذه “حرب التغريدات” حجم الشرخ السياسي بين بغداد وأربيل، وهو شرخ يهدد بمفاقمة الانقسام في دولة تعاني أصلاً من تحديات أمنية واقتصادية معقدة. 
بينما يتبادل القادة الاتهامات، يبقى المواطن، سواء في الجنوب أو الشمال، الضحية الأولى لهذا الصراع المفتوح على كافة الجبهات.









تعليقات