مراسلو عراقنا بلس - حلَّ عيد الأضحى المبارك على العراق في صيف 2025 وسط أجواء مزيجة بين الفرح الشعبي والتحديات المعيشية، بين تقاليد متجذرة وأحلام مؤجلة، وبين طفولة تبحث عن بهجة وكبار يبحثون عن بارقة أمل. من بغداد إلى أربيل، ومن البصرة إلى النجف، تعددت التفاصيل، لكن روح العيد ظلت واحدة: بهجة تُرسم رغم الألم.
بغداد: “الزوراء تضحك
في العاصمة بغداد، بدأ العيد قبل أيام، حيث شهدت الأسواق الشعبية مثل الشورجة والكرادة ازدحامًا كبيرًا، واكتظت الأرصفة ببسطات الحلويات والملابس والألعاب الصينية. وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء في بعض المناطق، أصرّت العائلات على تجهيز منازلها، وصبغ الأرصفة، وتعليق الزينة في الأزقة.
في فجر يوم العيد، امتلأت الجوامع والحسينيات بالمصلين، وارتفعت تكبيرات العيد من المنائر، في مشهد أعاد شيئًا من الطمأنينة. كثير من العائلات اختارت قضاء اليوم في متنزه الزوراء وحديقة الأمة، حيث أتيحت الألعاب بأسعار رمزية، فيما تولت فرق من الشباب التطوعيين توزيع العصائر والمياه على العائلات، في مبادرة تعبّر عن التضامن الشعبي المتنامي رغم ضيق اليد.
في العاصمة بغداد، بدأ العيد قبل أيام، حيث شهدت الأسواق الشعبية مثل الشورجة والكرادة ازدحامًا كبيرًا، واكتظت الأرصفة ببسطات الحلويات والملابس والألعاب الصينية. وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء في بعض المناطق، أصرّت العائلات على تجهيز منازلها، وصبغ الأرصفة، وتعليق الزينة في الأزقة.
في فجر يوم العيد، امتلأت الجوامع والحسينيات بالمصلين، وارتفعت تكبيرات العيد من المنائر، في مشهد أعاد شيئًا من الطمأنينة. كثير من العائلات اختارت قضاء اليوم في متنزه الزوراء وحديقة الأمة، حيث أتيحت الألعاب بأسعار رمزية، فيما تولت فرق من الشباب التطوعيين توزيع العصائر والمياه على العائلات، في مبادرة تعبّر عن التضامن الشعبي المتنامي رغم ضيق اليد.
البصرة: لحم الأضاحي يسبق رائحة النفط
في البصرة، حيث الموانئ والنفط ودرجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين، بدا العيد وكأنه استراحة من همٍّ يومي. فجرًا، ارتفعت تكبيرات العيد من الجوامع الممتدة على شط العرب، وبدأت طقوس الذبح والتوزيع. في حي الحسن وأبو الخصيب، شاركت العائلات لحظات الذبح وتوزيع اللحوم على الجيران، في مشهد يختلط فيه التدين بالعادات العشائرية الأصيلة.
ورغم التحديات المعيشية، تجمعت العائلات عند كورنيش البصرة، حيث لعب الأطفال ببالوناتهم، وحرص الشباب على التقاط صور جماعية على جسر التنومة، الذي تحوّل إلى منصة فرح شعبي رغم كل ما يثقل كاهل المدينة من تلوث وإهمال.
في البصرة، حيث الموانئ والنفط ودرجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين، بدا العيد وكأنه استراحة من همٍّ يومي. فجرًا، ارتفعت تكبيرات العيد من الجوامع الممتدة على شط العرب، وبدأت طقوس الذبح والتوزيع. في حي الحسن وأبو الخصيب، شاركت العائلات لحظات الذبح وتوزيع اللحوم على الجيران، في مشهد يختلط فيه التدين بالعادات العشائرية الأصيلة.
ورغم التحديات المعيشية، تجمعت العائلات عند كورنيش البصرة، حيث لعب الأطفال ببالوناتهم، وحرص الشباب على التقاط صور جماعية على جسر التنومة، الذي تحوّل إلى منصة فرح شعبي رغم كل ما يثقل كاهل المدينة من تلوث وإهمال.
النجف: مدينة الروح تحتفل بصمت محترم
النجف، مدينة العلماء والمرجعية، عاشت العيد بنكهة خاصة. بعد صلاة العيد في مرقد الإمام علي، انتشرت العائلات في باحات المدينة القديمة، في جو ساده الهدوء والروحانية. لم تكن الزينة صاخبة، بل كانت خجولة كأهالي المدينة.
في الأحياء الشعبية مثل حي الحنانة والعباسية، وزعت اللحوم على العائلات المحتاجة دون ضجيج. العيد في النجف يحمل دومًا طابعًا أخلاقيًا، حيث تُقدَّم الصدقات بصمت، وتُدعى العائلات النازحة والمحرومة إلى موائد العيد في صورة تذكّر بأن التضامن في العراق لا يزال حيًّا.
النجف، مدينة العلماء والمرجعية، عاشت العيد بنكهة خاصة. بعد صلاة العيد في مرقد الإمام علي، انتشرت العائلات في باحات المدينة القديمة، في جو ساده الهدوء والروحانية. لم تكن الزينة صاخبة، بل كانت خجولة كأهالي المدينة.
في الأحياء الشعبية مثل حي الحنانة والعباسية، وزعت اللحوم على العائلات المحتاجة دون ضجيج. العيد في النجف يحمل دومًا طابعًا أخلاقيًا، حيث تُقدَّم الصدقات بصمت، وتُدعى العائلات النازحة والمحرومة إلى موائد العيد في صورة تذكّر بأن التضامن في العراق لا يزال حيًّا.
أربيل: ازدواجية العيد بين المدينة والسياح
في كردستان العراق، وتحديدًا في أربيل، تجلّت فرحة العيد بشكل مزدوج. فمن جهة كانت الشوارع والأسواق في قلعة أربيل وحديقة سامي عبد الرحمن تعج بالعائلات الكردية التي احتفلت بتقاليدها من ذبح وخبز “النان” وتحضير الكباب، ومن جهة أخرى، امتلأت الفنادق والمرافق الترفيهية بالزوار من باقي المحافظات العراقية، الذين اختاروا قضاء العيد في أجواء أكثر أمانًا واستقرارًا.
المحال التجارية في مولات أربيل شهدت إقبالًا كبيرًا، لا سيما مع التخفيضات الخاصة بالعيد، فيما أحيا فنانون محليون سهرات موسيقية جمعت بين الأغاني الكردية والعربية، في مشهد يؤكد تنوع العراق ووحدة أفراحه رغم اختلاف الثقافات.
في كردستان العراق، وتحديدًا في أربيل، تجلّت فرحة العيد بشكل مزدوج. فمن جهة كانت الشوارع والأسواق في قلعة أربيل وحديقة سامي عبد الرحمن تعج بالعائلات الكردية التي احتفلت بتقاليدها من ذبح وخبز “النان” وتحضير الكباب، ومن جهة أخرى، امتلأت الفنادق والمرافق الترفيهية بالزوار من باقي المحافظات العراقية، الذين اختاروا قضاء العيد في أجواء أكثر أمانًا واستقرارًا.
المحال التجارية في مولات أربيل شهدت إقبالًا كبيرًا، لا سيما مع التخفيضات الخاصة بالعيد، فيما أحيا فنانون محليون سهرات موسيقية جمعت بين الأغاني الكردية والعربية، في مشهد يؤكد تنوع العراق ووحدة أفراحه رغم اختلاف الثقافات.
الناصرية والأنبار: العيد كترميم للروح
في الناصرية، حيث الذاكرة تمتزج بالتاريخ والحرمان، كان العيد مناسبة نادرة للتنفس. العائلات خرجت إلى شارع النبي إبراهيم الخليل، وزار الأطفال متحف الحضارة رغم تواضع الخدمات. كثير من الشباب تطوعوا لتنظيف الشوارع وتوزيع الحلوى على الأطفال، في محاولة لتحويل العيد إلى رسالة أمل.
في الناصرية، حيث الذاكرة تمتزج بالتاريخ والحرمان، كان العيد مناسبة نادرة للتنفس. العائلات خرجت إلى شارع النبي إبراهيم الخليل، وزار الأطفال متحف الحضارة رغم تواضع الخدمات. كثير من الشباب تطوعوا لتنظيف الشوارع وتوزيع الحلوى على الأطفال، في محاولة لتحويل العيد إلى رسالة أمل.
أما في الأنبار، التي ما زالت تتعافى من تبعات الحرب، فقد كان العيد فرصة للقاء العائلات المشتتة، وإعادة وصل ما انقطع. في الرمادي والفلوجة، أقيمت مباريات كرة قدم شعبية في الساحات الترابية، ووزعت وجبات الغداء المجانية على الأرامل والأيتام، في مبادرات لاقت ترحيبًا واسعًا.
العيد كما يريده العراقيون
رغم كل الظروف: من اقتصاد ريعي، وبطالة متفشية، وبنى تحتية متهالكة، أصر العراقيون في عيد الأضحى 2025 على أن يحتفلوا، لا نكاية بالواقع، بل تحديًا له. في كل مدينة عراقية كان العيد أملًا مؤجلًا، يُحتفل به من جيوب فارغة لكن قلوب مليئة.
في النهاية، قد لا يملك العراقيون كثيرًا، لكنهم يملكون ما يكفي ليصنعوا من الأعياد لحظات انتصار صغيرة على واقع قاسٍ، وحين يُقال “كل عام وأنتم بخير”، فإنها في العراق تُقال من القلب، وربما من دمعة.
رغم كل الظروف: من اقتصاد ريعي، وبطالة متفشية، وبنى تحتية متهالكة، أصر العراقيون في عيد الأضحى 2025 على أن يحتفلوا، لا نكاية بالواقع، بل تحديًا له. في كل مدينة عراقية كان العيد أملًا مؤجلًا، يُحتفل به من جيوب فارغة لكن قلوب مليئة.
في النهاية، قد لا يملك العراقيون كثيرًا، لكنهم يملكون ما يكفي ليصنعوا من الأعياد لحظات انتصار صغيرة على واقع قاسٍ، وحين يُقال “كل عام وأنتم بخير”، فإنها في العراق تُقال من القلب، وربما من دمعة.