📁 آخر الأخبار

تجمع لا يحدث كل عام .. عندما تتصافح الأيادي العربية في بغداد التراث!

 غياب محتمل يهدد القمة بالتجرد من اسمها .. الشرع وتبون خارج المعادلة 

بعد أن قرر العراق أن يقولب القلوب بشكل حلقة متصلة ما يخرها الماء ولا تشوبها شائبة. 

أبو طالب الزيدي - بعد 13 عاما من احتضانها لمؤتمر القمة العربية بغداد تستعد لتكرار الحدث بقيمة أكبر وأحداث أهم للمنطقة وبحساسية عالية مع أخذ بعين الاعتبار أن الأولى كانت تحمل تحديا أمنيا أكبر نسبيا وذلك بسبب الوضع الذي كان مستقرا حديثا ما جعل الأمر محفوفا بالمخاطر والشكوك بنظر الكثيرين.

وفي مسيرة السعي لجمع أشقاء اللغة العربية تحت سقف واحد بدأت التحديات بالظهور فبين الشعوب بامتزاج العروبة ببعضها يكون للسياسات رأي آخر.  

بداية مع أكثر الأشقاء إثارة للجدل داخل الشارع العراقي .. سوريا .. شعب بقلب واحد مع أبناء الرافدين عمق العلاقة وصل في مرحلة معينة إلى إطلاء مسمى جديد للانتماء حيث أطلقوا على نفسهم اسم "سوراقيين" انه ليس مصطلحا عاديا أو مجموعة أحرف دمجت بشكل عشوائي ففي ثناياها تكمن المشاعر وتتجلى معالم الحب ولأن الحياة تخلو من المثالية في مفاصلها لم تكن السياسة السورية أهلا لهذا الود بنظر أهل دجلة والفرات.

كل شيء بدأ منذ سقوط حكم بشار الأسد وتولي أحمد الشرع دفة القيادة في سوريا وهنا كانت نقطة تحول خطير في العلاقات بين البلدين فإن الأخير يعتبره العراقيون إرهابيا من الطراز الخطير ويعدون التعامل معه خيانة لدماء الشهداء الذين فنوا أعمارهم لحماية تراب الوطن فكيف لهم أن يتقبلوا التعامل معه؟ بالعودة إلى القمة تباينت الآراء حول وجود دعوة الشرع من عدمها وماهية تداعيات الخيارين على المستوى البعيد فبين رأي الشارع الصريح ورأين الحكومة البروتوكولي الدبلوماسي كان هناك فجوة كبيرة تطوف فيها الآراء بين مؤيد ومعارض ولأن الكلمة الحسم تأتي من السلطة كان القرار توجيه دعوة رسمية لسوريا متمثلة بالشرع. 

تداعيات هذا القرار الحكومي لم تكن هينة فعند وصف الشعب لرئيسهم بالخائن إعلم أن الوضع ليس على ما يرام ورغم ذلك وبعد انتشار حملات كبيرة ضد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلا أنها كانت مجرد حبر ضاء بين أسطر الأحداث المتتالية والحديث هنا عن الإعلان السوري الرسمي عن عدم حضور رئيسها للقمة ربما كان هذا الخبر مخدرا اثلج قلوب العديد من العراقيين رغم أن الشرع سيرسل وزير خارجيته أسعد الشيباني ليمثله في هذا المحفل الهام. 

قمة دون رئيس سوريا لن تكون متكاملة ماذا إن خلت من المزيد؟

من سوريا إلى الجزائر حيث أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون انضمامه إلى الشرع كثاني رئيس يعلن عدم حضوره للقمة وإرسال وفد يترأسه وزير خارجيته.

وأفادت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان لها، أنه من المنتظر أن تتصدر مستجدات القضية الفلسطينية جدول أعمال الدورة العادية للقمة العربية في ظل استمرار الاحتلال “الإسرائيلي” في عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني الشقيق. 

نص البيان الذي ذكر عقد القمة تزامنا مع استمرار العدوان على غزة أشبه بموقف مبطن طرحته الجزائر في ظل الصمت المدقع لما يتعرض له الشعب الفلسطيني علما أن البيان لم يتطرق لسبب عدم حضور الرئيس.

الأوساط الداخلية العراقية مشغولة بعدة تساؤلات لم تأت من العدم فالمخاوف تسري من عدم حضور العديد من الرؤساء العرب ما يهدد القمة بهبوط أهميتها وتجردها من معنى اسمها فبعد كل الدعوات التي وجهها العراق عن طريق شخصياته الرسمية لعديد من الدول عدم التواجد يعني طعنا لسياسة احترام الشقيق كما وصفها مراقبون. ورغم عدم صدور بيانات رسمية من أي دولة باستثناء سوريا والجزائر إلا أن مواقع التواصل متخمة بتكهنات القلق والتوتر بشأن حضور الرئيس "الفلاني" من عدمه أو قدوم رئيس آخر. وبعد التمحيص الدقيق لما تداوله الإعلام يحوم الشك في هذه الفترة تحديدا حول الحكومة اللبنانية بممثلها الأول وأيضا حول الجمهورية التنوسية. 

هذا ما أكده المحلل السياسي أحمد الأنصاري حين قال: أن تمثيل هاتين الدولتين سيكون غير رئاسي على الأغلب ومشاركتهما ستسعى للموازنة والحفاظ على العلاقات العربية دون إعطاء إشارات عن التوجهات السياسية للقمة، ومن خلال ملاحظته الدقيقة للمواقف أكد الأنصاري في تصريح خص به "إنماز نيوز" أن الرئيس التونسي قيس سعيّد غالبا ما يفضل عدم الحضور شخصيا لمثل هذه المناسبات خاصة إذا كان هناك تحفظات على بعض الصياغات او التوجهات السياسية أما لبنان ستشارك بوفد رسمي برئاسة شخصية سياسية أو دبلوماسية رفيعة المستوى مثل وزير الخارجية أو رئيس الحكومة. 

أما بالنسبة لدول مجلس التعاون العربي أضاف الأنصاري أنها ستشارك بتمثيل رفيع المستوى نظرا لأهمية القمة في مناقشة قضايا مهمة حيوية وإقليمية أما عن مصر والأردن فمن المتوقع أن الرؤساء سيشاركون بأنفسهم لممارستهم دورا محوريا في عدة قضايا خصوصا بما يتعلق بغزة ونقل سكانها بصورة دائمية أو مؤقتة 

وفي جانب آخر ليس ببعيد أضاف الأنصاري أن قدوم ترامب إلى المملكة العربية السعودية هدفه توطيد العلاقات والاتفاقات التجارية ولن يؤثر على القمة ابدا .

وفي الختام، تبقى احتمالية غياب عدد من الرؤساء عن القمة العربية المرتقبة في بغداد مؤشراً على تحديات دبلوماسية وسياسية لا تزال تؤثر على العمل العربي المشترك. وبينما تواصل الحكومة العراقية استعداداتها لعقد القمة، تبرز تساؤلات حول مخرجاتها ومدى قدرتها على تحقيق التوافق المطلوب في ظل غياب بعض القادة. ومع ذلك، فإن مجرد انعقاد القمة على أرض العراق يحمل رمزية سياسية مهمة، ويُعد خطوة في اتجاه استعادة دوره الإقليمي وتعزيز الحوارات العربية، مهما كانت مستويات التمثيل فيها.



تعليقات