أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

انتقال الوجوه التلفزيونية تجارة سياسية أم مسألة مهنية؟

ابو طالب الزيدي - في العراق، حيث يعيش أبناؤه تحت وطأة البطالة والفقر المدقع الذي بلغت نسبته وفق تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 8.6% من عدد السكان ومن يعمل منهم يخوض غمار الحياة وهو يجوب وظيفة بعد أخرى خوفا من بعبع الغرق بين جدران المنزل.

الإعلام هنا كغيره من القطاعات لا يخلو من التبادل الوظيفي بين مؤسساته قنوات إذاعات وصحف لا فرق بين وسيلة وأخرى بالنسبة لمنتسبي هذا القطاع يعملون في كل المفاصل بغرض كسب لقمة العيش. 

المذيعون .. واجهة الشاشة وسبب شهرتها هم الرمز الذي يميز الفضائية عن نظيرتها مهما كانت الاختلافات الأخرى.

ومع وضوح هذه الحقيقة التي لا تحتاج لأي نقاش يشهد الوسط بأعداد غير مسبوقة انتقال وجوه الشاشة من وإلى قنوات متعددة فيا ترى ما سبب هذه الانتقالات المفاجئة؟ وهل تحولت هذه المهنة المميزة إلى تجارة بالوظائف؟ أم أن للانتخابات السياسة رأي آخر.

م.م مذيع في إحدى القنوات المحلية علق حول الموضوع محددا الانتخابات كسبب أول إذ ان اقترابها في كل دورة يترتب عليه افتتاح مؤسسات جديدة تتبع طرق مختلفة لجذب الموظفين لها وقال عن تجربته الشخصية إنه ترك أماكن عمله السابق والأسبق لذات السبب الذي اختصر ذكره بتلقي عرض بأجور أعلى تمكنه من حل ضائقته المالية لكن العرض لم يكن مرتفع المبلغ لكنه بكل الأحوال أعلى من الذي سبق باعتباره كان دون الاستحقاق وأضاف أن القرار لم يكن سهلا لكنه ضروري للغاية.

رغباتهم تتحدد بأمور بديهية عدة لا تخرج عن الإطار المعروف فبين الأجور وشهرة المكان وسياسته يختار المذيع قراره بالبقاء أو التغيير. 

ما ذكر سابقا عن الانتخابات لم يكن مجرد تكهن بل انه أولى الأسباب وأهمها ليس برأي المذيعين أنفسهم وإنما برأي الخبراء والمختصين أيضا هذا ما ذكره المستشار في نقابة الصحفيين العراقيين صلاح الزبيدي حيث صرح بأنه: "من الملاحظ أن بعض التنقلات تأتي في سياق اصطفافات إعلامية تتزامن مع استعداد بعض الجهات للدخول في السباق الانتخابي، إذ تسعى إلى تعزيز حضورها عبر استقطاب وجوه معروفة ومؤثرة. هذا يؤكد الحاجة إلى استقلالية الإعلام، وضرورة تحييد المنابر الإعلامية عن الاستخدام السياسي الضيق بحسب الزبيدي، حيث يفترض أن يكون الإعلام منصة لنقل الحقيقة ومراقبة الأداء، لا أداة للترويج والدعاية."

وبعيدا عن الأسباب والمسببات فكيف سيكون تأثير هذا التنقل على المتابعين والمترقبين لهذه لمؤسسات؟ 

صاحب الشأن صلاح الزبيدي يرى بأن تأثير هذه الظاهرة من جهتين، الأولى أن تكون صحية إذا جاءت في سياق التنافس المهني الحر، وتبادل الخبرات، وتدوير الكفاءات بين المؤسسات لكنها تصبح سلبية إذا تحولت إلى حالة عدم استقرار، أو ارتبطت بحسابات غير مهنية، مما ينعكس على صورة الإعلام ويؤثر على ثقة الجمهور.

وبين هذا وذاك يبحث المذيعون عن البيئة الأكثر ملائمة لهم وسط مجال يبدعون فيه ويتخذون قراراتهم وفق المعطيات التي تترتب قد تكون تلك القرارات مدروسة على المدى البعيد والأسباب السابق ذكرها أثرت بهم أو بعضهم يكون لهم رأي شخص آخر.

من باب آخر وبعيدا عن المحاور الحساسة كان للمذيعة ش.ع سبب بعيد عن السياسة إذا انها آمنت طوال مسيرتها التلفزيونية بما جاء في المقولة "إذا استكان الإنسان في مكان ما فقدَ الرغبة في التطور" أما وراء قناعاتها الشخصية ورغابتها المتواصلة كان لمزاجية أصحاب العمل حصة كبيرة من نصيب انتقالها إذ أن ما يطلب اليوم قد يرفض غدا دون أي اعتبار لمعايير العمل الإعلامي المهني على حد قولها مضيفة أن الأمان وبيئة المؤسسة ما يحدد البقاء من عدمه.

بعد كل ما قيل تبقى الآراء آراءً ولا مكان للقول دون الفعل فهل يجب فرض رقابة على المجتمع الإعلامي لتقليص هذه الظاهرة التي يراها المختصون تضعف هيبة الإعلام؟ أم أن "ترك البساط أحمديا" هو الحل الأمثل؟






تعليقات